تحليل المضمون في العلوم الاجتماعية

ما هو تحليل المضمون في العلوم الاجتماعية من أهم المناهج البحثية المتبعة من قبل علم الاجتماع، ونظرا لما أحدثه من فارق في التفاعلات الاجتماعية، كثرت حوله البحوث والتساؤلات، لذلك قمنا بإعداد هذه المقالة التي شملت جميع جوانبه، حرصا علي زيادة استفادة الباحثين من هذا العلم.

ما هو تحليل المضمون (Content analysis)

التعريفات حول تعريف تحليل المضمون، الا ان هناك تعريف يعتبر الاثر شمولا ووضوحا، حيث عرفه برناردبيرلسون علي انه احد الطرق المستخدمة في البحث العلمي بغرض وصف الموضوعي المضمون(المحتوي) بطريقه منظمه وكميه لمضمون الاتصال في المحتوي الظاهر.

كما عرفه أولي هولستي علي انه طريقه مثلي للاستنتاج  من خلال التحديدات المنظمة والتقليدية لخصائص معينه في رسائل الاتصال.

أهداف استخدام تحليل المضمون في العلوم الاجتماعية

تتعدد الاستخدامات في تحليل المضمون خاصة في العلوم الاجتماعية لتبر أهداف الاجتماعية في.

دراسة التفاعل الاجتماعي

حيث انه من أهم أهداف تحليل المضمون دراسة التفاعلات الاجتماعية سواء في جماعات أو في الأنساق الاجتماعية، من خلال قيام الباحثون بتدوين تصرفات الأشخاص داخل الجماعة بطريقه غير مباشره دون لفت انتباههم، بغرض تحليلها لمعرفه أنماط التفاعل الأشخاص داخل الجماعات.

الدراسات العلاجية

يتم استخدام تحليل المضمون في العمليات العلاجية بالطب النفسي والخدمة الاجتماعية، بهدف معرفه العوامل التي تؤثر علي علاقة المعالج بمريضه ليتم معرفه إن هذه العلاقة غير ثابتة فهي في تغيرات دائمة، ويتوقف تغير هذه العلاقة أو تأثرها بالفترة الزمنية للعلاج أو طرق العلاج المتبعة من قبل المعالج.

دراسة القيم

واحده من أهم استخدامات تحليل المضمون وذلك ما أثبته عالم النفس الاجتماعي “رالف وايت” بهدف تفسير النتائج الرقمية من خلال الصورة الكاملة، حيث أكد علي أمكانيه دراسة القيم،حدد فئات القيم، وصنف هذه الفئات، وقام بوضع رموز تثير إلي كل قيمه من القيم ثم تدوين هذه الرموز في جداول مرقمه.

دراسة الحالة السيكولوجية للقائمة بعمليه الاتصال،وذلك من خلال قيام منهج تحليل المضمون بتحليل محتوي الاتصالات التي يقوم بها الأشخاص.

دراسة بعض الملامح الثقافية للمجتمعات الإنسانية، ف محاوله للباحثين للكشف عن خصائص الطوابع القومية للمجتمعات، مثل دراسات ملامح المجتمع المصري المعاصر، التي قام بها العالم السيد عويس من خلال إرسال الرسائل ألي ضريح الإمام الشافعي ومن ثم تحليلها كما وكيفا مستخدما في ذلك منهج تحليل المضمون.

دراسة وسائل الاتصال الجماعي،لقي هذا النوع من الدراسات اهتماما كبيرا من الرأي العالم، حيث قام الباحثين بتحليل مضمون وسائل الاتصال بهدف معرفه أهدافها.

دراسات سوسيولوجيا الأدب، استخدم تحليل المضمون في الدراسات الأدبية، بغرض توضيح مدي مواكبه الأدب للقضايا والحياة الاجتماعية، كما انه القي الضوء علي التقدم المستمر في البحث الاجتماعي.

خصائص منهج تحليل المضمون

تتعدد خصائص منهج تحليل المضمون لتتضمن.

تصنيف البيانات، وترتيبها ضمن النمط المحدد لتحليل المضمون معتمدنا في ذلك على مجموعةٍ من الأبواب أو الأقسام المخصصة للنمط المُحدّد لتحليل المضمون.

كما انه يشمل  مجموعةٍ مِن الملاحظات حول المضمون الخاص بالبحث.

موضوعي في تحليله للمواضيع، كالالتزام بمنهجيه معينه  في صياغة المفاهيم، والأفكا، ومحتوي البحث عمتا.

التركيز على الكلمات، والعبارات، والمفاهيم التي وردت أكثر من مره في النص، لترتيب الفقرات من حيث الأهمية، والنصوص التي يتضمنها مضمون البحث.

توافق نتائج المعلومات مع مدخلات البيانات، والمعلومات الواردة في مضمون النص.

أعاده تحليل للنصوص، حرصا علي تكامل النص وعدم التغافل عن أي معلومة.

اعرف المزيد علي: بحث عن الشبكة العنكبوتية 

شروط تحليل المضمون

تتعدد شروط منهج تحليل المضمون لتضم.

تطبيق التحليل على وحدات التحليل

يتجه الباحثون المختصين في التحليل إلي هذه القاعدة المهمة،وللتبسيط والتوضيح يمكن القول بان وحدات التحليل خمس وحدات أساسيه(لا يمكن استبدال أو الحذف)تتكون من الكلمة، والموضوع، والشخصية، والمفرد وهو الوحدة المستخدمة في البحث. بهدف إيضاح الأفكار، والعنصر الزمني ،وكذلك مهارة كاتب المحتوى(الباحث)على اختيار العدد المناسب من الكلمات لمحتواها حسب عنوانها والمجموعة المستهدفة التي ستحدد وقتًا لعرض المحتوى.

تنفيذ النموذج الخاص في التحليل

بالنسبة للباحثين في التحليل بمختلف أنواعه فإن نموذج التحليل الخاص هو نمط يكتب فيه كاتب المحتوى أو الباحث معلومات عن محتواي النموذج ومحتوى المصادر،ومن ثم يقوم الباحث بإبداء رأيه في المقالة التي سينشرها وعناصر المحتوى والمجموعات المستهدفة ووحدات التحليل.

عمل جداول خاصة لتفريغ المحتويات

والجدول الخاص في التفريغ، هو تلك الجداول ليتمكنوا مسؤل المحتوى والباحث بكتابه المعلومات التي توصل إليها من النماذج الخاصة التباعد هتافيا لخطوة الثانية ،وهذا يساهم في التحقق من التحليل والانتقاء.

شرح وتوضيح نتائج عملية التحليل، وتعد أخر الخطوات في عمليه تحليل المضمون، ليصل الباحث هنا الي نتائج تحليل المضمون.

الاستخدامات الأساسية لتحليل المضمون

تتعدد استخدامات تحليل المضمون ، وابرز هذه الاستخدامات.

تحليل المحتوي في وسائل الاتصال المنتشرة بين الجمهور، كالصحف والمجلات والبرامج التليفزيونية  ووسائل الاتصال الاخري، لتتطلب من الباحث الذي يقوم بالتحليل عن التساؤلات حول مضمون الرسالة، كما انه يسأل عن العناصر المتشابه في عمليات الاتصال، تظهر اهميه هذا النوع في وسائل الاتصال ألجماهيريه المنتشرة التي تهدف دائما إلي توصيل رسائل معينه الي الجمهور من خلال الإعلام الاجتماعي هو السياسية وغيرها.

تحليل النص المكتوب ، في محاوله من الباحثين للوصول الي استنتاجات دقيقه عن المرسل وسبب الارسال (رسائل الاتصال)، حيث ان يتمكن الباحث من استنتاج اسم الكاتب او المؤلف، من خلال اسلوب الكتاب المميز حيث يختلف أسلوب الكتابة من مؤلف لأخر.

يمن استخدام تحليل المضمون للتنبؤ بالتغيرات الثقافية، كم خلال تحليل الباحث لمحتوي الادبي المنتشر في معظم الثقافات، ومن اشهر من قام بذلك هو العالم والفيلسوف مكيلا ند.

يستخدم تحليل المحتوي في الشركات التسويقية بهدف تحليل الجمهور المستهدف، لمعرفه سبل إرضائهم ومعرفة اهتماماتهم ومفضلاتهم، ومعرفه تأثير وسائل الاتصال عليهم وملاحظه التغير السلوكي للجمهور المستهدف.

يمكن استخدام تحليل المضمون في الدراسات والأبحاث المرتبطة وذات تأثير كبير علي الرأي العامبغرض معرفه نوعيه المشكلات لتي تؤثر علي الرأي العام وتساهم في تغير سلوكهم وتجذب انتباههم.

خطوات منهج تحليل المضمون في العلوم الاجتماعية

تحديد هدف البحث وموضوعه الرئيسي.

وضع فرضيات و استنتاجات التي يمكنها إن تحدث التداخل بين فقرات البحث.

استخدام المصادر والمراجع التي استخدمها مؤلف البحث، لفهم النص وكيفيته.

إجراء الاختبارات علي مجموعه من عينه البحث، قد تكون فقره في حاله النص، أو قسم من الأقسام في حاله العينات البشرية.

تدوين ما تم الوصول إليه من نتائج من خلال تحليل المضمون.

الاستمرار في المتابعة والتقييمات بعد معرفه النتائج الأولية.

طريقة تصميم استمارة تحليل المضمون

هناك طريقه منهجيه متبعه في تحليل المضمون سنوضحها فيما يلي.

تصنيف المحتويات المبحوثة، يعتبر الخطوة الأولي والاهم في تحليل المضمون، لأنه يوضح كل جوانب المشكلة.

تحليل وحدات التحليل،والتي يمكن تقسيمها إلي خمس أقسام أساسيه في التحليل وهي ( الكلمة، الموضوع، الشخصية، المفردة، الوحدة).

الكلمة،وهي لفظ كمي له دلالات فكريه، يقوم الباحث بحصره من خلال النص.

الموضوع، وهو عبارة أو أكثر يتفق مفهومها سياسيا وفكريا واجتماعيا.

الشخصية، وهي حصر كمي للخصائص والسمات.

المفردة، وحده مكونه للموضع، وتستخدم في نقل وإيضاح المعني.

الوحدة، لتنقسم إلي وحده قياسيه وزمنيه وهنا يقوم الباحث بحصر كمي للمقال من حيث الطول وعدد الكلمات وغيرها.

تصميم استمارة التحليل،وهي استمارة مصممه من قبل الباحث، لتدوين محتوي المصادر ليكون تعامله مع الاستمارة فقط دون الحاجة إلي الرجوع إلي المصادر.

تصميم جداول التفريغ،ويتم تفريغ المعلومات من الاستمارات تفريغا كميا.

تفريغ محتوي كل وثيقة في الاستمارة.

تطبيق المعالجة.

سرد النتائج.

مزايا وعيوب تحليل المضمون

تتعد المزايا التي نتجت من استخدام المنهج تحليل المضمون ويمكن توضيحها فيما يلي:

يساهم في تعزيز التفاعلات الاجتماعية، من خلال تحليل محتوي الاتصال والتواصل الاجتماعي.

يساهم في معرفه المواضيع بشكل عام من خلال التحليلات النصية.

يساهم في تحليلا لنظريات في العديد من المجلات مع أمكانيه وضع الفرضيات، حتى يتمكن الباحث من الوصول إلي النتائج الصحيحة.

يمكن استخدامه في أكثر من مجال، فلا يقتصر علي علم الاجتماع فقط.

عيوب تحليل المضمون

تحتاج الي الكثير من الوقت.

يصعب أضافه التحليل  إلي الحواسيب الالكترونية في معظم الأحوال.

عدم مراعاه السياق خاصه بالنصوص.

تعتبر الاستنتاجات المبنية علي تحليل المضمون مجرد اجتهادات، لأنها لا ترتبط بقاعدة عامه.

طرق وخطوات: موضوع تعبير عن التكنولوجيا